mercredi 18 juin 2014

للحلم ضفتين














الضفة الاولى للحلم

كانت فتاة ترعى غنمها في الغابة
 تستمتع نسيمها العليل
و تطرب لخرير مياها العذبة
 مرت الايام و هي على ذاك الحال
 سعيدة بعملها
 تمضي يومها في الغابة و الحقول
 و بعد مغيب الشمس تعيد قطيها الى حظيرته
يوما بعد يوم
 الى ان سمعت في احد الايام وقع سنابك الخيول
 تقترب من مكان تواجدها
 توجست خيفة
 حملت ظبيتها الصغيرة المدللة بين يديها و اختبأت لتراقب ما يحدث
 اذا بها ترى حرس و خدم و موكب جليل
الكل يحيط بشخص يحمل قوسه الفاخر على كتفه
 خافت على قطيعها
 فاختبأت الى ان رحلوا
 بعد عودتها الى المنزل
 سمعت اباها يقول ان الامير كان يصطاد صباحا في الغابة
 على غير عادته
و السبب انه سمع بوجود غزالة برية تتواجد في نواحي الغابة الملكية
 يقولون انه غزال ليس كباقي الغزلان
 قرونه من عنبر
 و عيونه عسل مصفى
في دهنها برق بارق أصابها بوخز لطيف 
لم تعر الامر كثير اهتمام
لكن في الليل عاودها البارق
انتفظت من الحلم ثم جلست القرفصاء 
تستذكره بانفاس لاهثة و عرق غزير بارد كالعبير
كانت تحلم

الضفة الاخرى للحلم

 عاد الامير الى قصره يفكر
 كله شوق و حنين
 في الغزالة يخمن و لاصطيادها يدبر
 الغزالة راها في منامه الذي ظل يراوده
 منذ كان صغيرا
 الذي يمنعه من الخروج للصيد هو صغره و
 يقول له ابوه 
لن اسمح لك بالخروج للصيد حتى يدخل المشط في شعر لحيتك
فانتظر لحيته حتى تصير كثة
 بشوق مبرح
 و اول ما اذنت له اوامر التشريفات الاميرة
أقامت حفلة عظيمة تليق بالمناسبة الكريمة

 خرج في جماعة من حراسه اذعانا لرغبة ابيه
 كان مرضي و مدلل القصر
 في اليوم الاول لم يجد 
 و شهرا بعده بلا طائل
 يوما
 كان يطل
 من نافذة قصره ليلة قمراء نسيمها وسيم
 لمح تحت القمر سحابة حمراء الخد 
 تعقبها
 بنظره
 كله لهفة
 حتى ولجت الى قلب البدر
 انتظر
 باحر من الهوت تونسيون
 ما الذي ستسفر عليه هاته الليلة الملهمة
ليلة كانت كما يقول الفرنسيون
ساكري
تهجاه كمن يعرفه من قبل رسمت النجوم الثريات المرافقات القمر اسم 
في الاول تدلى حرفا لام على شكل مشجب انيق  
 ركبها على اسم ليل
 فتدلى حرفان اخران
 ياء خفيفة و الف ممدودة جدا
امتدت حتى رسم تاوهها موجات كهرومائية في السماء
 التمعت في قلبه الفكرة
الاسم ليس غريبا
 الاسم استوطن ذاكرة قلبه منذ وعى ما تعنيه الاسماء
اختفت الحروف للحظات
 قبل ان تسقط ورقة من نور
 من السماء هوت في تؤدة
 في رشاقة
 تحفها ملائكة وردية 
يشبهن الغزلان
ثم الصدر حتى ادركن بها منه موقع العينين
 تناولها 
 قراها ...
 انتظرك على الساعة الثامنة صباحا
 المكان .. حيث آثار شاة الغزال 
و المودباس ..  لا تحزن
 فكر.. كيف
  قد أجد آثار اقدام غزال ما
لكن ما معنى المودباس
 احتار
 كيف سيجد وقع اثار غزال معين في غابة شاسعة مثل غابه ابيه 
 في دولة ابيه
و الاعجب هو كلمة ما سمع عنها وهو اللبيب المتعلم من لذن علماء القصر
 سال حكيما من حكماء مجلس والده الملك
 امهله الحكيم اياما
 ليفكر و يستفسر الكهنة و عجزة المملكة قارائات الفناجين
 عاد الحكيم بعد مدة
 قال له 
 ان شاة الغزال تعني في لغة العصر المقبل
 موقع شات في صندوق العجائب الزماني
سيدعونه الشات
و المودباس هو شبيه بحكاية افتح يا سمسم
أنت تعرفها اليس  كذلك ايها الامير
و هذا يدل انك استشرفت المستقبل ايها الامير
و اختصتك الاقدار المقدرة بالمعجزة
فأفلتت اليك دون سواك منه قبسة مباركة
و إنه لعصر أقسم به القران 
و انه لعصر سيشهد رفاه العمران  
و انه سيكون مثار القلاقل و الافتتان
و اغلب الظن انك ستحيا حتى تشهده
فارض بالمقدور و اشكر القادر

أطرق الحكيم قبل ان يضيف
ما عليك الا الانتظار
 و بيني و بينك فأمر ذلك الزمان يستحق الانتظار
 فهل ستستطيع
 و انني ايها الامير لاخشى ان يفوتك قطار الحياة
و بهجة الدنيا و انطلاق السرور و الفرح صوبك
 و انت تنتظر لقاء الغزالة الموعودة
و من يدري متى موعدها

كان والده ملكا جبارا قويا لا يرد له كلام
 خشي عليه من الاقاويل 
 فزوجه
 لكن الامير
 بقي في قرارة روحه ينتظر
العجيب مجيء ذالك العصر الالكتروني الخرافي
لم يخش الشيب و الهرم فانتظره بقلب الربيع
إلى ان اتى بكل اساطيره
تعرف على البهرجة القصوى عن قرب
سيارات معامل قطارات تي جي في
راديوهات شاشات بلازما لا سلكيات
تفقد الهواتف النقالة فالذكية و ولج عوالم الحواسيب بحنكة امير لا يشق له فضول 
كل ذلك لم يثر فيه الفضول
اكثر من تذكره على مدار الساعة 
حلمه الاصيل و رؤياه الاثيرة 

 بحث عن مواقع الشياه
آثار اقدام شاة الغزالة المذكورة في تعويذة العمر
وجد اشياءا كثيرة 
مواقعا تحمل اسم الشات
فتش فيها 
 عله يقع على مبتغاه 
اقدام شاة غزال جميل كما وصف له
 كما عرفه
 كما احبه و عشقه
 التقاه ذات صباح 
 كانت الغزالة الوديعة تطل من نافذة شات
 و تكتب على ورق تعريفها
لا تحزن و اختر لنفسك ما اختاره الله لك
 انجذب الامير الى هاته العبارة التي كان يحفظها 
فتاكد انها كلمة السر
 عبارة لطالما خففت عنه الوحشة في ليالي انتظاره الطويل
و يا لها من حكمة جميلة 
تواسي اليائسين و تلهم الصابرين
 فلم يحزن قط لقدر للاقدار
و بعد ان تاكد له انها الغزالة المنشودة
 احتسبها عند الله
 و صبر صبرا جميلا